ضبط شحنة كبيرة من معجون الطماطم المسرطن

تمكن الأمن الاقتصادي بجهاز الأمن الخارجي من ضبط شحنة كبيرة من معجون الطماطم (لافيتا) المسرطن .
وأوضحت مصادر مطلعة لأويا أن عملية الضبط تمت بعد رصد ومتابعة طويلة وقد وجدت الشحنة التي تحتوي على ألوان ضارة بالصحة ومسببة للسرطان مدفونة في حفرة كبيرة تحت الأرض بمنطقة 'الكريمية' وبلغت الكمية المضبوطة بـ670 ألف علبة .
الجدير ذكره أن أويا قد تناولت قضية معجون طماطم (لافيتا ) المسرطن في عددها رقم 715 الصادر تحت عنوان شحنة معجون طماطم غير مطابقة للمواصفات بالسوق الليبي ومركز الرقابة على الأغذية ينفي علمه بها .

ومايقرب من سنة كاملة من تاريخ النشر استمر البحث والتحري للوصول إلى هذه الشحنة بعد أن أنكر المسؤولون عن الشركة التي استوردت الشحنة وجودها في البلاد وأصروا على أنهم أعادوا تصديرها لكن جهة الاختصاص أمامها ما يفيد أن نفس الشحنة موجودة داخل البلاد لأن هناك طماطم ضبط بسوق الكريمية وخارجها بنفس رقم تشغيلة الطماطم الذي استوردته الشركة المذكورة .
اسم الشركة المستوردة حسب علمنا شركة العالم لاستيراد المواد الغذائية ، تتخذ من الكريمية مقراً لها وتقوم بتوزيعه في سيارات الشركة التي يربو عددها على خمسين سيارة على بعضها علامة سورينا والذي هو اسم نوع من الشكولاتة .
الكمية (1.100.000) مليون ومائة ألف علبة ، وما تم ضبطه (670.000) ألف والمدهش أن سعر العلبة عند الاستيراد (11) قرشاً؟
ألقي القبض على الجناة بعد كشف مخبأ الطماطم المسرطن تحت الأرض لكن السؤال الذي يطرح نفسه ، كيف دخل الطماطم أصلاً إلى البلاد ؟! ومن المسؤول عن ذلك ؟! وما خطورة هذه المادة ؟! السؤالان الأول والثاني يتركان لجهة التحقيق لتميط اللثام عنه أو ربما أماطت ، أما السؤال الثالث المتعلق بخطورة هذه المادة فإن المؤكد أن الأصباغ والألوان الموجودة في هذه العجينة والتي أثبت التحليل وجودها في هذه الشحنة هي « ايريثروسين ERYTHROSIN » وتعرف بالرقم الكيميائي « E127 » هذه المادة كما علمنا من مصادر علمية تتحلل بالحرارة وتؤدي إلى زيادة في نشاط وإفراز الغدة الدرقية بما يجعلها منشئة للسرطان وهي ممنوعة الاستعمال منذ ربع قرن في دساتير الأغذية كافة وأن الدراسات العلمية أثبتت أنها تسبب أمراض ضيق التنفس أيضاً .
والأهم من ذلك كله أن المواصفة القياسية الليبية لعجينة الطماطم ورقمها ( 426 ) جاء فيها يجب أن يكون المنتج خالياً من الألوان الصناعية والطبيعية المضافة
ومن هنا نعود للتساؤل أين الجهات الرقابية على الأغذية ؟ ! وكيف تمكن الفاعلون من إدخال هذه الشحنة ، وإذا كانوا يعتقدون بشرعية هذه الشحنة وجودتها لماذا يطرحونها في الأسواق ثم يقومون بسحبها مرتين عندما يشعرون بمتابعة لأفعالهم .؟
سنتوجه إلى سلطات جمرك ميناء الخمس التي عدنا منها بخفي حنين قبل عام لنعاود طرح السؤال الذي يدور في ذهن كل مستهلك الشحنة موجودة ! وميناء الخمس يقول إنه أعيد تصدير الحاويات ، فهل أعيد تصديرها دون طماطم ؟ أم أعيد تصديرها وأعيد شحنها إلى البلاد مرة أخرى ؟ ونرى في هذه المرة أن ترد الجهة التابع لها مركز جمرك ميناء الخمس وجمارك الموانئ الأخرى أنها مصلحة الجمارك المتهم الذي يجب أن ينطق بالحقيقة أو يجرى استنطاقه .
إن أهم سؤال نطرحه ، هو كيف نحمي بلادنا من مثل هذه الجرائم ؟! وهل أعمى المال بعض الناس إلى هذا الحد ؟ وألا يعد هذا شروع في قتل ؟ وهل يجد هؤلاء من يدافع عنهم ؟!